مدينة فاس ومنذ تأسيسها تمثل أريجا متميز العبير على صعيد المدن العربية الإسلامية بالنظر إلى الدور الذي لعبته في سياق الحضارات والثقافات والتيارات الفكرية والسياسية والدينية التي عرفها العرب وإفريقيا وأوربا مند العصور الوسطي.
أسسها مولاي إدريس الأول يوم 4 يناير كانون الثاني سنة 808م موافق 182 ه وجعلها العاصمة الادريسية بالمغرب، وستحتفل بعيد ميلادها 1200 خلال السنة المقبلة (2008)وتقسم إلى 3 مناطق:
فاس القديم أو البالي .... وهي المدينة العتيقة
فاس الجديد............. وهي المدينة التي شيدت في القرن 13 م
المدينة الجديدة ........ وهي التي شيدها الفرنسيون إبان حقبة الاستعمار الفرنسي للمغرب
تعد مدينة فاس أكبر ثالث المدن المغربية مساحتها 2500 كم2 ذات الكثافة السكانية 657 كم2 بلغ تعداد ساكنتها 1.4 مليون نسمة حسب إحصاء 2004 وتعد المدينة القديمة أكبر المناطق الخالية من السيارات والمركبات في العالم.
صنفت كتراث إنساني عالمي سنة 1981 وبهذا أصبحت فضاء ومقصدا للعديد من التظاهرات الدولية والوطنية ولم يكن اختيارها العاصمة الثقافية الإسلامية صدفة عشوائية فهي تعيش على مدار السنة تحركات ثقافية جد مميزة تتجسد في المهرجانات والاحتفالات الدينية والأنشطة المختلفة في جميع أنواع الإبداع مثل :
* مهرجان ملتقى الشعر لفاس الذي يقام في شهر (فبراير) من كل سنة
* وملتقى ابن رشد( مارس)
* مهرجان فاس لفن الطبخ،مهرجان فاس للمسرح الجامعي، مهرجان فاس لطرب الملحون ( أبريل )
* مهرجان الموسيقى الأندلسية وسباق فاس الدولي على الطريق ، ومهرجان ربيع فاس ( ماي)
* مهرجان الموسيقى الروحية (يونيو) مهرجان موسم سيدي احمد ألتيجاني ( يوليوز)
* المهرجان الوطني لفن المبدع والسماع و موسم مولاي إدريس الثاني ( سبتمبر )
* مهرجان موسم سيدي علي بو غالب ( أكتوبر )
تعتبر مدينة فاس منذ آلاف السنين ملتقى الطرق التجارية بين الشرق والغرب ومحطة اتصال وعبور وتبادل مما يشهد على ذلك عدة مواقع وبنايات أثرية لازالت قائمة ومتواجدة بها لحد الآن والتي تجاوز عددها عشرة آلاف وحدة تاريخية أصيلة أغلبها متمركزة داخل أسوار المدينة العتيقة بأبوابها العديدة
مثل :
( باب فتوح – باب السمارين – باب الدكاكين – باب ابي الجنود – باب المكينة – باب الخوخة- باب سيدي بوجيدة – باب جبالة – باب الزيات – باب الحديد – باب المحروق) التي تمتاز بأقواسها المميزة ونقوشها وترخيمها البارز الذي يرجع اغلبه إلى عهد المرينين ورغم ذلك لازل يحتفظ بطابعه التاريخي والجمالي.
نجد كذلك العديد من المساجد أشهرها جامع القرويين الذي أسس عام 857م ولازال يحتفظ بمنبره المصنوع من الخشب المحفور والمطعم، كذلك مسجد الأندلسيين الإرث الفني الخالد بجماله ونقوشه وفسيفساء نوافذه الزجاجية ومسجد الحمراء ومسجد الرصيف وغيرها من المساجد المنتشرة والممتدة في أنحاء المدينة. والتي كانت سببا في انتشار العديد من الزوايا والمدارس القرآنية العتيقة التي لعبت دورا كبيرا في نشر وتلقين الدين الإسلامي بين المسلمين على تعدد طرقها وفكرها الذي ولد نهضة علمية لا مثيل لها حيث اظهر أسماء كبرى في تاريخ التصوف التي كان ولازال لها الأثر الكبير على المسار الفكري والسياسي بالمغرب من أهم الزوايا :
(الزاوية الفاسية, التيجانية، العبدلاوية, القادرية، الوزانية, السودية, الدرقاوية, الكتانية, زاوية العطار،زاوية سيدي أحمد الشاوي, زاوية سيدي أحمد بلفقيه ).
مدينة فاس عقدت عدة اتفاقيات تعاون وتوأمة مع مدن عربية وعالميه أهمها
مدينة فلورنسا بإيطاليا سنة 1963- القيروان بتونس سنة 1965 – سان لوي بسنغال سنة1997 – القدس بفلسطين سنة 1982 – قل مرية بالبرتغال سنة 1988 – تلمسان بالجزائر سنة 1989 – قرطبة بأسبانيا سنة 1990 – شنقيط بموريتانيا سنة 1990 – قرطا جنة بكولومبيا 1993 – دجبني بمالي سنة 1997 - سيوون بكوريا الجنوبية سنة 2003 و بوبوديولاسو ببركنا فاسو سنة 2005.
كذلك أبرمت اتفاقيات تعاون وشراكة مع:
مدينة كرا كاو ببلوندا سنة 1985 – لاهور بباكستان سنة 1988 – من بولييه بفرنسا سنة 2003 وستراسبورغ بفرنسا سنة 2004.
لكن ما يثير قلق العديد هو أن بعض البنايات والمعالم التاريخية، الموروث الثقافي لمدينتي أصابه التلف والتآكل، ويتوجب ترميمه وإصلاحه على وجه السرعة، ويتوجب كذلك على المصالح المختصة بنفس المدينة كوزارة الثقافة ومفتشية المباني والوكالة الحضرية لانقاد مدينة فاس والمصالح البلدية العمل الجاد من اجل حماية تلك المباني وصيانتها و إلا سيؤدي هذا الإهمال أو التباطؤ في إنجاز أعمال الصيانة والترميم إلى إغراق العديد من المعالم الأثرية الثمينة في هوة عميقة من الضياع والاندثار.
فل يعمل الجميع ويتأهب ويمنح أنفاسا جديدة لذلك الإرث الثقافي من اجل الاستمرارية والتطلع إلى آفاق مستقبل أرحب وأفضل وأجمل.
22/7/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق