01‏/11‏/2007

وقفة تقدير مع الكاتبة المحترمة صباح الشرقي بقلم:محمد شركي



لقد كان لخبر توقف الأستاذة الفاضلة صباح الشرقي عن الكتابة في دنيا الوطن الأثر البليغ في النفوس ؛ ونسأل الله عز وجل أن تكون ظروفها القاهرة عابرة ؛ وأن تكون عودتها في الأجل المسمى القريب لأنها أضحت سمة متميزة بارزة في الكتابة على الشبكة العنكبوتية خصوصا في موقع دنيا الوطن .
ولما كان الإنسان بطبعه لا يقدر قيمة غيره إلا بغيابه ؛ أو بفقدانه رأيت من واجب الأخوة أن أقف مع هذه الكاتبة المتألقة في أكثر من موقع على الشبكة العنكبوتية وقفة تقدير لعلي أفي بحقها وما أظنني مؤهلا لذلك خشية التقصير ؛ وعذري في الكتابة عنها وإن قصرت أني لم أستسغ أفول نجمها الساطع ككاتبة ومبدعة ومثقفة.الأستاذة صباح الشرقي القديرة ولدت ونشأت بمدينة وجدة شرق المملكة المغربية ؛وهي مسقط رأسها ؛ ونحن نفتخر ونعتز بذلك أيما اعتزاز . وقد رحلت بعد ذلك مع أسرتها إلى مدينة فاس العاصمة العلمية للمملكة ؛ وهي مثقفة من الطراز الرفيع لأنها نشأت في أسرة متعلمة لها عراقة في العلم والمعرفة ؛ وهي تقن أكثر من لغة أجنبية فضلا عن تمكنها من اللغة العربية التي أبدعت فيها أشعارا رقيقة ومقالات متميزة.
والكتابة عن هذه المثقفة ذات الفكر الراقي المتميز تطول ولكنني سأحاول الوقوف عند ميزتين تلمسان في ما تبدعه من شعر ومقال: وهما الأصالة الأصيلة؛ والحداثة الرشيدة. لقد عودتنا هذه المبدعة طروحات لقضايا الأمة الإسلامية والعربية وفق طرح أصيل يعتمد الإسلام السمح المتسامح والمستنير والبعيد عن الطائفية والعصبية ؛ ووفق طرح حديث يعتمد العقل المستنير المتفاعل مع تطور الفكر الإنساني في الاتجاه الإيجابي دون تهيب أو ذوبان أو استلاب أو افتتان بالبهرج الوافد ؛ والبعيد عن ضيق الأفق .
كل مقالات الأستاذة المقتدرة تنطلق من صفاء العقيدة ونقائها في أصلها وأصالتها؛ مع انفتاح على الإنسانية بالمفهوم الإسلامي الشامل الذي لا تضيق له آفاق كما تريد له الطائفية القاصرة. و تطرح الأستاذة كل القضايا من زاوية شرعية قبل غيرها وتقدم بين يدي قضاياها النصوص الشرعية من القرآن والسنة مع كبير توفيق في التوظيف وإصابة في التحليل والتأويل. ولا تقف عند هذا الحد بل تتناول قضايا ها من مختلف الزوايا والمنطلقات حتى غير الإسلامية لتثبت قابلية تعايش الحضارات والثقافات إذا ما توفرت النوايا الحسنة لأصحاب هذه الحضارات والثقافات.
ومما يميزها أنها كاتبة فلسطينية النزعة حتى أنه يخيل لمن لا يعرف موطنها الأصلي أنها من الأرض المقدسة؛ فلا يتألم أهلنا في فلسطين لملمة تلم بهم إلا وتسارع الأستاذة للكتابة عن آلامهم وأحزانهم والمرارة تقطر من حروفها. فلطالما حدثنا عن القضية النسائية عامة والفلسطينية خاصة ؛ وقضية الطفولة الإنسانية عامة والفلسطينية خاصة. وهي مع كل الفئات المظلومة والمسحوقة تعرف بمظلمتهم وسحقهم.
وهي كاتبة جريئة جسورة عندما يتعلق الأمر بفضح الطغيان العالمي؛ والتعريض بالخيانة والعمالة التي تقف إلى جانب هذا الطغيان. وهي وطنية وقومية خالصة لا تمر أحداث الوطن الصغير والكبير دون أن يقول يراعها كلمته الصائبة المعبرة عن صدق صاحبتها.
وهي نموذج لدماثة الخلق والتربية الراقية فترد على التحية والمجاملة بأفضل منها؛ وإن كانت لا تطرب لمديح كما أعرفها شخصيا بل يخجلها الإطراء؛ ولكنها لا تنتهر من يطريها لسمو خلقها؛ وقد فرضت احترامها على الجميع بهذا الخلق الراقي.
بقي أشير إلى أنها لا تقف عند حد الأواصر على مستوى المواقع العنكبوتية ؛ فهي تجد في الاتصال عبر الهاتف بالكتاب والكاتبات للسؤال عنهم إذا ما غابوا أو ألمت بهم ملمات ؛ لأنها تقدر الأخوة ولا تقف بها عند حد الادعاء دون بينة.من هذا المنبر وأنا أقول كلمة حق في حق الأستاذة الفاضلة صباح الشرقي بنت بلدي الغالية أرجو أن تزول الظروف القاهرة التي حالت دون استمرارها في الكتابة والإبداع على هذا الموقع ؛ كما أرجو أن يخصص لها كتاب وكاتبات الموقع حيزا من كتاباتهم تقديرا لها من خلال ما كانت تبدعه باستمرار ومواظبة .
وأغتنم الفرصة لتحيتها وشكرها وقد قيدتني بإحسانها بما قدمته لي من خدمات جليلة؛ وأنا فخور بها حيث كانت أو ل من علق على أول مقال شاركت به في دنيا الوطن.
حفظ الله كاتبتنا الفاضلة الماجدة المحترمة؛ ويسر لها السبل لتعود متألقة كما كانت دائما

ليست هناك تعليقات: