لا أريد أن ادخل هنا في تخمينات .... حتى يقضي الله بما يشاء
استيقظت هذا الصباح على أصوات العصافير وهي تسرح وتمرح، تسقسق محبورة مستأنسة بعشيرها ضوء الفجر الجديد ، حلت جلستي وأنا أشاهد حيويتهم ونشاطهم بل زرعت الأمل في قلبي من جديد بعد ليلة أمضيتها على نار وقدها اضطراب الفكر حتى أضحى كريشة في مهب الريح ولما لا أيام طوال مرت تركت جوارحي تغلي من شدة الغضب والغيظ والألم حتى ضاق صدري بقلبي فانبلج ليترك شراييني تسقي بدمائي الفوارة شجرة الحياة بل كل ذرة أمل وضاء فيها.
ماذا يضير وقد أصبحت ساعة الجماهير العربية والمسلمة الكادحة معدودة بسبب رعب الإمبريالية الحديثة والمستفيدين منها والمتاجرين بحقوق الفقراء وتسخيرها لفائدة الأغنياء الذين يمتصون بدون ملل دماءهم وخيراتهم وخير دليل موجة الغلاء والفقر وتفشي الأمراض والحروب والفتن، بل كثرة الفواجع التي تنهال على مسامع العالم والمسؤولين كآية من السحر الأسود الذي يدمر الأنفس ويزهق الأرواح على حد سواء.
فالمسؤول العربي لا زال قليل العقل يبيع بكل بساطة ما تحت قدميه وفوقه بمجرد اختلاف في الرؤى أو محاولة الفوز ببعض الغنائم وخير دليل ما نجده هناك في العراق من تفتت ذريع ونجده هنالك في غزة التي تنوح بقلب جريح والقدس الذي يبكي بشهيق مجلجل بالشجون والآلام بقدر ما فيه من مجد وعظمة وعزة وسحر أبي وما نجده في أفغانستان والسودان والصومال ووو الخ ولعل ما يصادفنا كل يوم من فواجع لأعظم وأطم وما لتلك الوقائع في النفوس من اشمآزاز وتأصل، فالفتن والاقتتال يمزق الأوطان ويسلب الإنسان ماله وحقه وراحته وحريته ويزج به في مستنقع الازدراء والاحتقار وخيبة الأمل.
الله ما أجمل الوطن العربي الكبير وأنت تتطلع له بشمس وهجها ينيره ويحييه ويحميه لكن
ألم يعد به رجال يركبوا المخاطر من أجل حريته واستقراره؟
ألم يعد به مناضلون أحرار حتى تدنى النضال إلى هذا الدرك؟
ألم يعد به فرسان شجعان أم حتى وجودهم أصبح في عداد الأموات ولا أمل فيهم لرد كيد الموت؟
هل لازالت صلة الوصل قائمة بين رجال ورجال؟
هل لازالت صلة الوصل قائمة بين المبادئ والأهداف؟
هل لازالت صلة الوصل قائمة بين الإيمان والعدل؟
هل لازالت صلة الوصل قائمة بين الحاضر وثمن المستقبل؟
وأي ثمن سيكون مع كل هذا الظلم والطغيان؟
الاضطهاد والاختلاف لا ينفع في شيء مع هامة الواقع والحقيقة ، فمقولة كل شيء صائر الى الأصلح والأفضل لم تعد تجدي و خالية من الصحة، لأن نجم المسؤول العربي أفل مباشرة بعد استسلامهم الواحد تلو الآخر للفساد والخنوع والتبعية العمياء العاطلة عن الحكمة فطريقهم مملوء بالأشواك والعقبات ماداموا لم يستفيدوا من التجارب والعواصف العوجاء التي قذفت بهم إلى الهاوية وما أدركها من هاوية .
فالحق هو العدل والصدق والإنصاف وانقاد رقاب بريئة أعظم بكثير من فوز مغري بكرسي أو منصب أو مصلحة شخصية.
بمناسبة شهر رمضان الكريم ،هيا بنا جميعا نسابق الأحداث هنا وهناك وهنالك، في كل مكان وميدان
، لنكسب الرهان وننظر بعيدا بعين واحدة إلى السماء الصافية بلا تدمر واستجداء بل بقوة ولإصرار يلفهما التسامح والأمل الوضاء، برباطة جأش وقوة إرادة وإصرار على التحدي وركوب المخاطر حتى لو كان الخصم هو الموت نفسه، فالثمار نضجت وحان وقت القطاف ولنتأكد جميعا من انتزاع الفوز والانتصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق